من كنوز
صيدلية العطار
(الغذاء والدواء)
جمع و تأليف:
الأستاذ : محمد محمد لـطـفــي....
مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين والصلات والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد (صلى الله علية وسلم ) ومن اتبع هديه وسار على شريعته واقتفى أثرة الى يوم الدين .
أما بعد ......
لقد خلق الله الإنسان وكرمه وفضله على جميع المخلوقات وسخر له جميع ما في الكون لخدمته وأراد الله الإنسان أن يكون خليفة له في الأرض و حتى تتحقق هذه الحلافة كان لابد من استمرار تواجد الإنسان على هذه الأرض . ولهذا الاستمرار عناصر لابد من توافرها .. من أهم هذه العناصر:
· الغذاء الذي يمد الانسان بالطاقة والنشاط ।
· الدواء اللازم لعلاجه مما قد يصيبه من أمراض .
لهذا يقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – :" ما خلق الله من داء إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله "......
ولقد أدرك الإنسان ذلك بفطرته . فاتجه تفكيره إلى استغلال ما وهبه الله إياه من ثروات متنوعة فعرف العلاج بالأعشاب منذ القدم .
أمكن له أن يكوُّن من الطبيعة المحيطة به أول صيدلية يلوذ بها لجد الدواء الشافي وبدء يستعمل صيدليته البدائية التي تزخر بالبذور والأوراق و الثمار والجذور والحشائش التي تعرف عليها خلال تجواله أو ترحاله ومراقبته لحيوانات المراعي وهي تتناول هذه الحشائش والأعشاب .
ودراسة أحوال تلك الحيوانات في معيشتها ومأكلها ومشربها وتناسلها كلما أحتاج إلى الدواء .. ومن الطريف أن نذكر أن بعض الحيوانات بفطرتها توصلت إلى فائدة النبات كدواء، فمثلاً: لاحظ الإنسان منذ القدم أن الذئب إذا مرض كان يحفر الأرض حتى يصل إلى جذور بعض السراخس ويأكلها فيشفى بإذن الله وكذلك إذا لدغ فإنه يتجه إلى الأكل من نبات الترياق ويمضغه فيشفى بإذن الله ، وكانت بعض القردة تحشوا جروحها بأوراق من النباتات العطرية التي ثبت في العصر الحديث أن ما تحويه هذه النباتات من زيوت طيارة مطهرة للجروح وقاتلة لكثير من الجراثيم المرضية .
وقد لاحظ أن بعض الأعشاب مر ، وبعضها حلو المذاق كما علم أن بعضها يشفيه من البرد والحمى وبعضها يسبب له المغص و القيئ وبعضها يهدئ أعصابه وبعضها يذهب النوم عن جفونه أحوال أخرى كثيرة .
و سار العشابون الأوائل يجمعون ما منحه الله – سبحانه وتعالى – لنا من الأعشاب ، كل عشب فى موعده المختار ليعطى افضل النتائج العلاجية فبعضها يجمع فى الربيع وبعضها يجمع فى الخريف وهكذا....
وكذلك عرفوا الجزء من النبات المحتوى على الجواهر الفعالة :
فكانوا يجمعون براعم القرنفل ورؤوس الشيح الخرسانى قبل تفتحها , وثمار الخلة قبل تمام النضج وقلب اشجار الكينا (لحاء الكينا) وهى تشفى من الحمى واوراق الكوكا وبذور نبات الجوز وبذور نبات الأبيكا(عرق الذهب)ثم يرسمون اشكالها ويصنفون انواعها حسب تكوينها الزهرى واشكالها والوانها ثم يحفظون عينات منها
مضغوطة جافة سليمة لعلاج الحالات اليومية العاجلة كالمغص والأمساك والاسهال والسعال معتمدين على خبرتهم وتجربتهم الشخصية المدونة فى مذكرتهم.
وقد تم تصنيف النباتات وفق طبيعته واستعمالها .
وتبعا لذلك فقد صنفوا ما حولهم من نباتات واعشاب الى مجموعات كما يلى:
1- مجموعه النباتات المقويه وهذه تحوى مواد نباتية مثل الجوز المقىء وساق الحمام والزبيب والثوم وهذه تصلح للتقويه العامه واصلاح الهضم والاعصاب
ويمكن اخذها بعد نقعها او غليها او طحنها ووضعها فى العسل.
2- مجموعة نبتات الهاضمه وهى ما تسمى بالعطارات المرة مثل الكينا الخشب والمر والراوند والجوز والصبر والبابونج والكسكرة والليمون الحامض وهى مهمه في فتح الشهية وتقوية الهضم ببناءها للافرازات الهاضمة فى الفم والمعدة والقولون...
3- مجموعه التوابل وتنقسم الى توابل عطريه مثل الشمر والبهار والزنجبيل وجوز الطيب والقرنفل والقرفه 0وتوابل حلوة مثل النعناع والزعتر والبردقوش ؛وتوابل حارة مثل الفلفل بانواعه الاسود والابيض والاخضر والاحمر والكمون والشطه والثوم وهذه اشياء فاتحه للشهيه ومساعدة على الهضم ومطهرة وطاردة للغازات ومانعه للامغاص والانتفاخ .
4- مجموعه البلاسم وهذة عطارات راتنجيه صمغيه مثل الادن والجاوى والميعه والصبر والكندر والمر والحلتيت والبلسم وغيرها كثير ؛ ويمكن الحصول عليها من بعض سيقان الاشجار وتحوى احماضا وزيوت طياره وهى مطهرة ومنشطه للاغشيه المخاطيه والمسالك البوليه .
5- مجموعه النباتات المنبهه للامعاء وهي : العطارات المسهله والملينه مثل الصبر والكسكرة والسنامكى والراوند وزيت الخروع والحنظل ومعظم هذه تحتوي علي مواد راتنجيه ومنبه لحركه الامعاء وتنشيطها لطرد المحتويات المعويه وتستخدم في حالات الامساك وفي اضطرابات المعدة.
6- المجموعه الممسكه وهى القابضه التى تقلل من حركه الامعاء وتفيد فى حالات المغص والاسهال بما تحتوى من حمض الينتنيك او العفص مثل القرفه والعفص والشاى الاخضر ولحاء البلوط والكاد والكينو0 وغيرها كثير.
7- مجموعة النباتات طاردة الديدان وهذه قد تكون ضد الديدان الاسطوانية مثل الشيح والابكا وقشر الرمان ؛ وضد الديدان الشريطيه مثل السرخس الذكر والكمالا ؛ وضدالديدان الخيطيه مثل المر وضد طفيل الدوسنتاريا مثل عرق الدهب .
8- المجموعه المخدرة وهذه عقاقير تساعد على احداث النوم بتاثيرها على الخلايا المخيه ونهايات الاعصاب مثل الخشخاش المعروف بأبو النوم والداتورة ولكن تضر الجسم وتحدث الادمان فالواجب استعمال مواد غيرها.
9- المجموعه المنفثه وهى عقاقيرتزيد من افرازات القناة الهوائية وتزيد سيولتها وتساعد على اخراجها مثل النيسون والزنجبيل والقرفة والكراوية وعرق الذهب وبصل العفصل وبذر الكتان المحمص وهذه قد تحدث تاثيرها بفعلها المهيج لاغشية المعدة او بتاثيرها المنبه للغدد فى الجهاز التنفسى .
تقسيم العطارات كما فى صيدلية العطار:
2- عطارات جلوكوسيدات مثل البابونج والرواند والخردل والحنظل والسنامكى والصبر والمر واصبع العذراء وهى منها ما ينشط الأمعاء ومنها ما يفيد القلب .
3- عطارات تحتوى على زيوت طيارة مثل الكافور والزنجبيل والقرفة والكراوية والقرنفل والشمر والنيسون والكزبرة والورد والزعتر والنعناع وهذه مدرة للبول ومنفثة وهاضمة .
4- عطارات راتنجية صمغية( وهى مانعة للنزيف الداخلى) مثل الكثيرة البيضاء والكندر والصمغ العربى والمر والجاوى والحلتيت والميعة والمصتكى .
5- عطارات متنوعة مثل العرقسوس والمغات والخلونجان والزعفران والعصفر والكركم (وهو مهم للخلايا السرطانية )وبذرالكتان والكركديه والدوم ولكل من هذه تاثير خاص مميز .
أطباء وعشابون لازال الطب الحديث يستفيد من تجاربهم :
ابو قراط (460-377 ق م) وهو طبيب يونانى اشتغل بالعلم والطب منذ السادسة عشر من عمرة واطلق عليه اسم ابو الطب ويعتبر اول من وضع قواعد الطب واداب ممارسة المهنة والزم من يزاولها عهد لابد من الاتزام به وهو يعرف بقسم الاطباء...
ايضا من الاطباء القدماء : جالنيوس وهو اول طبيب عمل بالتشريح وكذلك الملك مينا....
واما الطب فى الاسلام كان العرب فى الجاهليه قد عمتهم الفوضى حتى فى علاجهم واستخدموا فى ذلك السحر والشعوزة فمن الله سبحانه وتعالى عليهم وعلى البشريه كلها بنبي هداهم ونظم حياتهم بل وأسس علومهم الطبيه على اساس علمى سليم وجاءت توجيتهاته النبويه الشريفه العنايه بالصحه والبحث عن العلاج دائما فيما خلق الله سبحانه من نباتات واعشاب .
اطباء وعلماء العرب :
الملك بن عبد العزيز البصرى سنه 140 هـ اول من كتب عن النباتات الطبيه ثم جاء من بعدة الخليل بن احمد سنه 180 هـ وفى عصر هارون الرشيد اخرج ابو سعيد عبد الملك الاحمصى كتابا من النبات والشجر ومن المعروف أن الاب لوسى اليوسعى قام بطبع هذا الكتاب فى عام 1908م।
جاء ابو يوسف يعقوب بن اسحاق بن السكيت واخرج كتابا اخر عن النباتات والشجر سنه243 هـ ثم ظهر كتاب لابى حنيفه الدنيورى سنه282هـ
ثم ظهر كتاب الشجر الذى الفه السيد ابو عبد الله الحسينى وذلك في منتصف القرن الرابع الهجرى وترجمه الى الالمانيهsawmill –angler
صموئيل ناجلبرج । ثم جاء ابن مصور الانصارى المصرى( كتاب لسان العرب ) ابو على يحيى بن جزله البغدادى سنه493 هـ ثم عبدالله بن احمدالاندلسى ثم الملك المظفر يوسف بن عمر التركمانى سنه 693ة ثم تذكرة داود لعمر الانطاكى
ثم الشيخ الرئيس بن سينا صاحب موسوعه القانون فى 000000000000محذورات الطب الحديثا القاتله000000000000000000
امافى مجال الطب الحديث الان, فيصعب ان تجد اثرا لاستعمال الاعشاب الطبيه0
سوى فى صورة حقن او اقراص اوخلاصات بصورة نادرة , نظر لهذه الزيادة الهائلة في عدد سكان العالم, وازدياد الطلب على الادويه المكونه من المركبات الكيميائية لسهوله الحصول عليها دون الاستعانه بالاعشاب الطبيه الطبيعيه0 لارتفاع اسعارها وتأثيرها بالاحتكارات الدولية.
ولكن جاء اعلان المؤتمرات الصيدليه الحديثه بان استعمال الكميائيات التحضيريه فى المعامل للعلاج على مدى سنوات طويله خلقت كثيرا من الاثار الجانبيه البالغه الخطورة0والتى قد يحدث بسبها الوفاه0
وتأسيسا على ذلك اعلنت منظمه الصحه العالميه ضروره العودة الى العلاج بالحشأش والأعشاب الطبيه واحد من تداول الكيماويات المصنعه فى المعامل الصيدليه في اضيق الحدود0 ولعل اصابع الاتهام تشير الى ان من اسباب انتشار مرض السرطان فى عصرنا الحديث الاثار الجانبيه لبعض العقاقير الكيميائه كما ان منظمه الصحة العالمية اكدت التحذير من استخدام بعض الادويه بعد ان اثبتت ضررها بمرور الايام
ولقد ظهر فى دول اوربا وامريكا مستشفيات تعتمد على الاعشاب فى علاج المرضى...
كيف ثؤثر الاعشاب والنباتات الطبيه فى
الانسان؟؟؟؟...
إن الجسم البشرى مكون من اجزاء متعددة من احشاء واعضاء واوعيه واعصاب وعظام00000 تكون كل مجموعه خاصه بنفسها وتختلف فى كثير من الامور عن مثيلاتها من المجموعات الاخرى فى الجسم البشرى الاخر00000000000000
فاذا كان مثلا (البنزين) والزيت يدفعان كل سيارة من انواع السيارات او الالات المكونه مجموعات مماثله لها 0فانبعض الادويه قد تشفى (زيدا) من البشر من مرض معين ولا تؤثر فى آخر فى شفائه من مثل هذا المرض0 بل قد تحدث عنده اضرار مرضيه جديدة0 وليس هنا مجال للتوسع فى البحث فى هذا الموضوع الطبى....
وانما نوهت اليه لابين انه ليس من الضورى على كل عشبه اونبات طبى ان يكون سبب فى شفاء كل مريض وان بعض الامراض يمكن شفاؤها بعدد كثير من الاعشاب الطبيه ولكن عشبه معينه منها تكون اكثر فائدة عند (عمر) من البشر فى حين ان عشبه اخرى تكون اكثر فائدة منها عند آخر من البشر ايضا 000000000000
لذلك يستحسن ان تستعمل الاعشاب عادة بشكل مزيج مكون من مجموعه اعشاب مختلفه الانواع 0 ولكن كل واحد منها فعل فى معالجه المرض المقصود وهذا المزج من حيث النوع والنسبة لا يتوقف على مهارة من يقوم بإعداده وحسن تقديره لحالة المريض الماثل امامه ومزاجه فحسب، بل ايضا على خبرة سابقة فى استعمال الأعشاب والنباتات الطبية ،والأمر هنا لايختلف عن مثله فى وصف ألأدوية الكيميائية ....
ايضا ويجدر بنا ان نذكر هنا ان تأثير الاعشاب لاتظهر الا بعد من اربع الى سته اسابيع والامور المهمه ايضا فى استعمال الاعشاب ان لايتجاوز المريض المقادير المسموح بها اوالمطلوبه للتداوى وتسمى (الجرعه العلاجيه)حيث ان كثير ما ينتج عن هذا التجاوز اضرار بالغه0 ليس فى استعمال الاعشاب البسيطه غير السامه فالبابونج مثلا هوفى مقدمه الاعشاب المفيدة لمداواة الكثير من الامراض كما سيأتي تفصيله فيما بعد غير ان تجاوز المقدار المسموح به فى تعاطيه قد يؤدى الى عواقب وخيمه ومن البديهى ان كميه الجرعه العلاجيه تختلف دائما باختلاف الدواء وجنس المريض وسنه مما سيأتى تفصيله فى الأبحاث التالية ،ومما يجدر بالذكر فى هذا الموضوع أيضا أن المرأة فى دور الحيض تصبح كثيرة الحساسية ويستحسن ان تمتنع طيلة ايام الحيض عن تعاطى كل نوع من انواع الأدوية ،وأن تمتنع فى شهور الحمل الأولى من الاول حتى الرابع عن تعاطى المواد الحاوية لكميات كبيرة من الزيوت الطيارة كالبصل مثلآ لأنها من المسهلات وقد يؤدى إستعمالها الى اجهاض الحمل اما فى ايام الرضاعة يستحب الإكثار من الأغذية المضرة للحليب ،كما يجب ان تمتنع عن الادوية المرة المزاق لانها تنتقل الى الطفل وكذلك اخرى يعرفها الاطباء وعلى هذا يتضح مما تقدم أن تعاطى الاعشاب والنباتات الطبية لايجوز الن يكون مصحوبا بفوضى علاجية وبدون علوم طبية حديثة ويجب على من يعمل فى هذا المجال ان يدرس كثيرا عن الطب الحديث الذى يشرح جسم الانسان واحواله المختلفة ،وهذا لايقلل من قيمة الاعشاب والنباتات الطبية فى التداوى بصيدلية الله حيث بها قوة خارقة وبلاسم شافية بإذن الله تعالى ....
انتهت المقدمة ....
محمد محمد لطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق